Archive for October 16, 2009

قبل الطلاق.. وبعده

قبل الطلاق يتناسى الطرفان كل شئ عن حياتهما السابقة من ذكريات جميلة ومواقف مساندة أحدهما للآخر ومشاركتهما لبعضهما البعض فى كل شئ.
وقبل كل شئ يتناسون العِشرة التى كانت بينهما والميثاق الغليظ الذى وافقوا بإرادتهم الحرة على التوقيع عليه يوم كتب الكتاب.
يتناسا فرحتهم يوم ولادة طفلهما الأول.
يتناسا الوعود التى كانت بينهم قبل الزواج… وغيرها الكثير من الأشياء المنسية.
وكل ما يتذكروه كيفية القضاء على الطرف الآخر بأى وسيلة مهما كانت.
بل ويقوما بإفشاء أسرارهما أيضاً على الملأ سواء الحقيقية منها أو الملفقة حتى يتم التشويه الكامل لإحدى الطرفين.
يتناسا المسمى الجديد لعلاقتهما التى تحولت من شريكين وزوجين وحبيبن إلى خصمين!.
يتناسا مصير أبنائهم بين أم و أب لا يحترم بعضهما البعض ومبهدلين بعضهم فى المحاكم ويصبح المكان المتعارف عليه لوجود أحدهما عند المحامى أو فى المحكمة أو فى المركز لعمل محضر أو فى مكان لا يعلمه أحد حتى يتهرب من الحضور لو ضامن فشله ونجاح خصمه.
يتناسا إحتياج أطفالهما إليهما معاً وليس أن يرى أحدهما كل فترة فى مكان غير ملائم. هذا لو تم الإتفاق بينهما أو حكمت المحكمة بذلك.
يتناسا أن مسئوليتهما تجاه أطفالهما تحتم عليهما التنازل قليلاً. سواء قبل الطلاق أو بعده.
يتناسا أن أطفالهما لهما الحق فى أن يحيا حياة أسرية دافئة خالية من أى مشاكل أو تجريح بين الوالدين.
يتناسا أن الطفل هو المتضرر الوحيد فى لعبة الطلاق الذى قررا أن يلعبها الطرفين.
يتناسا حاجة الطفل النفسية لحنان الأم وقوة شخصية الأب حتى يصبح عضو بناء فى المجتمع وليس مجرد فرد مذبذب نفسياِ.
يتناسا أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يقوم بدوره تجاه أطفاله فالأب و الأم هما دعامة بناء هيكل شخصية الطفل.
يتناسا أن لا أحد سيتحمل أطفاله سواه. فهو أحق بتربيتهما حتى يكون أحق ببرهما عند الكبر.
وهنا أتسائل ما الجرم أو ما هى الفعلة الشنعاء التى قام بها أحدهما ليكون جزائه كل هذا ؟؟
وهل تأكد أحدهما من خطأ الطرف الآخر أم أن الأمر لا يتعدى ظن وشكوك أو عصبية وعِند أو نزوة أو.. أو..؟.
وماهو هذا الخطأ الذى يجعل أحدهما يقوم بهذا؟ ومَن مِنا عموما لا يخطئ؟ هل نصبت نفسك قاضى وجلاد دون أن تستمع حتى لدفاع الآخر عن نفسه؟.
لماذا لم تواجهه بعيوبه أو أخطائه بدل من تدمير حياتكما. فهى ليست حياته وحده.
لماذا لم تحاول الإصلاح بدل من هدم بيت مسلم. وأنت تعلم جيداً بأن هذا مبغى الشيطان الأسمى.
كيف تهون العِشرة وهى كما يقال”مايخونش العِشرة إلا الخاين وابن الحرام”.
أيهما أسهل الحفاظ على مابينكما أم هدمه ونسيانه.
هل تعتقد بأنك ستجد آخر على هواك تماماً خالى من أى عيوب!. كيف هذا والله وحده بيده مقاليد الأمور وعلينا فقط أن نرضى بإختيارات الله لنا.
بل أين دور الأهل؟
(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمـًا من أهله وحكمـًا من أهلها إن يريدا إصلاحـًا يوفق الله بينهما إن الله كان عليمـًا خبيرًا )[النساء/35] .
لماذ لا تتعامل فى حالة الطلاق كما تعاملت فى حالة الزواج. أى لماذا لا يوجد تراضى بينكما.
لماذا لا نطبق شرع الله أيضاً فى الطلاق؟
أما علمت بأن الإسلام يفرض على الرجل الذي يريد الطلاق أن يؤدّي مهر المرأة و حقوقها و خدماتها السابقة التي أدّتها للأسرة و يفرض عليه أيضاً حفظ الأطفال و رعايتهم والنفقة عليهم. هذا كلّه ليكون مانعاً من الطلاق.
الاسلام جعل الطلاق الرجعي ليعطي فرصة للرجل يفكّر خلالها فيرجع الى زوجته .
الطلاق لا يقع فى حالة الحيض. يعنى فيه فرص كثيرة حتى يتأنى أحد الطرفين ولا يتسرع.
أما فى حالة حتمية الطلاق لماذا لا يطبق كلام الله الذى تزوجتم عليه أم أنك لم تدرك معنى ماقلته يوم كتب الكتاب وراء المأذون.
سأذكرك بما قاله رب العِزة فى هذا الشأن.
بأن الرجل لا بدّ أن يختار أحد طريقين : (( إمساك بمعروفٍ )) أو (( تسريح بإحسان )) قال تعالى : (( و إذا طلّقتمُ النساءَ فبلَغنَّ أجلَهنّ فأمسكوهنّ بمعروفٍ أو سرّحوهًنّ بمعروفٍ و لا تمسكُوهنّ ضراراً لتعتدوا و من يفعل ذلك فقد ظلَم نفسه … ))(البقرة : 231 ) .
فلا يمكنه الخيار الثالث وهو أن لا يطلقها و لا يتصرف معها بإحسان و جملة (( و لا تمسكوهنّ ضراراً لتعتدوا))إنما تنفى الخيار الثالث فإذا لم يطلّق فعلى الحاكم ان يطلقها ، و هذا النوع من الطلاق يسمّى الطلاق القضائي .
وأيضاً فى سورة النساء(((وعاشروهُنَّ بالمعروفِ، فإنْ كرهْتُموهنّ فعسى أن تَكَرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً))).
وأيضاً فى سورة الطلاق (يا أيها النبي إذا طلقتمُ النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العِدَّة، واتقوا الله ربكم، لا تخرجوهنَّ من بيوتهن، ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة. وتلك حدود الله . ومن يتعدَ حدود الله فقد ظلم نفسه، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف، وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله. ذلك يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً.) . (الطلاق: 1، 2) .
والإسلام عندما يبيح الطلاق المضبوط بضوابط شرعية إنما يجعله آخر العلاج عند تعذر عودة الحياة بين الزوجين إلى الإستقرار الأسري .بعد فشل الصلح والإصلاح ، بل حرَّم الإسلام على المرأة أن تطلب الطلاق بدون سبب قاهر ،
فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : [ أيَّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ حرَّم الله عليها رائحة الجنة ] .
، ولذا فإن على المرأة أن تكون أكثر وعيـًا لهذه المسألة ، وأن تكون أكثر صبرًا ومقاومة وسعيـًا من أجل استمرار الحياة الزوجية بأي ثمن.
إن الطلاق ليس للتسلية ولا لتنفيس الغضب كما يفعل بعض الأزواج .
الذين يوقع أحدهم الطلاق على الزوجة عند أي خلاف أو غضب ، فتثور عصبيته ، ولا يرى مهدئـًا لها سوى الطلاق ، أو يريد فرض رأيه على زوجته وإرغامها على فعل ما يريده ، فيحلف عليها يمين الطلاق معلقـًا ،
كأن يقول : ” إذا فعلت كذا فأنت طالق ” أو ” إذا ذهبت إلى مكان كذا فأنت طالق ” ،
إن صنفـًا من الناس أساءوا استعمال حق الطلاق الذي جعله الله بيد الزوج لإزالة عصمة النكاح عند وجود الحاجة لا تبعـًا للهوى واستجابة للانفعال ومن وجهة نظرى أعتبره ضعف فى شخصية الزوج لأنه لا يجد أسلوباً آخر تحترم بيه الزوجة طلباته وتلبيها سوى التهديد.
لماذا يصل الأمر بينكما للقضاء من أصله؟ هى مش حرب. وبدل ما تنفصلوا وأنتم أعداء اتركوا مساحة من الإحترام والود المتبادل إحتراما للميثاق الغليظ الذى كان بينكما فى يوم من الأيام.
(وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سَعته، وكان الله واسعاً حَكيماً).

أدعوكم لزيارة هذه المواضيع الزوج المتمرد و الزوجة الساخطة.
سؤال جانبى
ـــــــــــــــــــــــ
*أذكر بكلمة أو كلمتين ماذا يعنى لك (الزواج_ الزوجة_ الزوج).